GuidePedia

0

  



 


 في كل مرة كانت تذهب فيها [سـعـــاد] لزيارة الطبيب


للفحص يخبرها أنها تعاني من حالة اكتئاب لكنها كانت


 تنفي ذلك وتخبره بانها - طبيعية جــدا - وسعيدة جــدا -


ولا تعاني من أي عوارض اكتئاب مطلقا [ لكن الطبيب]


كان يـصـرّ على عكـس ما تقوله تماما ويؤكد انه يسمع


في دقــات قلبها - نبرة حـزينـة - وان قلبهــا في كل مرة


تـأتي لـزيــارتـه يبوح لـه بأشـيـاء كثيرة عن حـياتهـا حين


يـضـع السـماعـة عليه.. لكنها تخفيها في قلبها الى اجل


غير مسمى ولاتريد افشائـهـا للملاء .. وهي بذلك تتصنع


السـعـادة من تـلقـاء نفسها خـوفـا على سـمعة الـعـائلة


ومركزها المـرمــوق الذي ضـحّـت من أجـلـه [بمن تحـب]


وحكمت على عـواطفها - بـالموت السريري - وهي ترضخ


لأوامـر - كبير العـائـلة - بـأن الأرتبـاط بشـاب لايملك رصيدا


بنكيـا ..أو.. أسـهـمـا في ســـوق البـورصـة سـوف يجلـب


للـعـائـلـة العــار والـدمــار .. حـتـى لـوكـان اشـرف وأتقى


خـلـق الـلــه لأن هــذا يعني في العـرف القبلي مسـاس


بـكبريــاء العائلة .. وعليها أن تذهب بحبها ومشاعرها الى


الـدرك الأســفـل من جـهـنــم… وحـيـنـمـا أراد الطـبـيــب


ان يـستـرسل أكثر وهـو يـواجههـا بما في قـلبهـا أنتفضـت


- كعصفـورة بـلـلهـا القطـر - وجذبت سـماعة الطبيب جانبا


خـوفا من ان يكمل قلبها افشاء بفية اسراره ها ….


فـاسـتجـاب لها الطبيب وطمأنها بأن سرها في بـئـر عميق


طـالبا منها أن تمد له يدهـا ليرى ان كـان النبـض كما يجـب


أم لا وبداء يقيس نبضها وهي تنظر اليه باهتمام حتى بدت


في عينيه بعض الدموع التي تحاول ان تسقط على وجنتيه


وتعابير وجهه بد ات تتغير أدركـت حينها بأن ما منعت القلب


من اكمال روايته عنها على الطبيب قد بداء نبض يدها يسرد


ماتبقى من اسباب حكايتها المصطنعة مع السعادة وحقيقة


[ حزنها الدفيـن ] الذي تحاول جاهدة ان تخفبه عن كل التاس


ارضـاء لعائلتها واذعــانـا لـعــادات مجنمعها الغجـري المتخلف


حينها سحبت يدها من يد الطبيب وانطلقت مهرولة نحو الباب


الخارجي للعيادة .. تــاركــة علامـة استفهـام كبيرة على وجه


الطبيب … ومنذ ذلك الــوقـت لم يعد يراها في عيـادتـه مطلقا


........................


 


أتى هذا المقال من الجمهورية نت
http://www.algomhoriah.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.algomhoriah.net/newsweekarticle.php?sid=120689



 ..................................


 

إرسال تعليق

الشاعر فؤاد دحيان. .تسعدني ارائكم

 
Top