قـاضيان في النــــار ... وقـاض في السـعيـر

 

 

الزمن نفس الزمن.. المكان غير المكان ..تتمدد الاّمال وتتوسع

الاحلام والطموحات تأخذك تارة شرقا وتتجه بك تارة اخرى نحو

الغروب وانت شارد بفكرك وبصرك تقلّب وجهك الى السماء

لا تملك من أمر الكون شيئا ...  تمرعلى الاشياء مرور الكرام

مكرها لا بطل تتمنى في قرارة نفسك ان تغيّر اعوجاج الحياة

الماثلة امامك في التعامل الفج للانسان مع اخيه وامه وابيه

وجاره الذي يليه لكنك تصطدم بفراغ ذات اليد وخواء

الجيوب الذي صار عمرانها أهم ما يمايز بين البشر ويرفع

بعضهم عن بعض درجات في الحياة الدنيا ويجعل من أمر

حياتهم أمرامقبولا وصوتهم مسموعا عند الجميع بما

فيهم أصحاب العمائم الضخمة أو ما يسمونهم مجازا - القضاة -

الحاملين على عاتقهم تحقيق العدل وازالة المظالم  وهم عن هذا

ببعيد  - بعد الشمس عن كوكب المريخ -

ولكنهم قريبون جدا من النار - أقصد - من الدينار والدولار ذلك

لأن لهم صلة قوية ودائمة بأتجاهاتها - وليس لديهم أي صلة

بأتجاه - الكعبة المشرفة - لأن صلتهم بها قد أنقطعت منذ أن

تبواؤ .. رئاسة المحاكم .. والنيابات .. ودور العدل

فحيثما وجدت ظلما يطل بصورته القبيحة وجدت بالمقابل

خلفه قاض مرتش وفاسد يتخفى وراء عمامته الضخمة

ومسبحته الطويلة .. كســـور الصين العظيم ..

لقد صار الناس يخافون من القضاة أكثر من خوفهم من الموت

فالموت يأتي مرة واحدة .. اما اذا كتب لك وجرجرت الى المحاكم

 بسسبب ما ... فأن القاضي لن يدعك تفلت من يده الاّ بعد

تذوق على يديه سكرات الموت الدائمة طالما بقيت تتوخى

بين يدي هذا القاضي العدل المزعوم .. ولن تفلت منه حتى تبيع

ثيابك التي عليك لتدفع له حتى يمكنّك من حقك الضائع او

تنسحب من بابه سليما معافى قبل أن تلحق بمن سبقوك

الى المصحة النفسية التي ما زال العمل جاريا لتوسعتها

حتى تستوعب كل المواطنين في اليمن

 

 

20-4-2009