اقول للبعوض الذي يعزف سيمفونيته بجانب اذني لكي يعمل لي تخدير موضعي ثم يقوم بامتصاص دمي ... انك ايها البعوض الحقير تشبه الى
حــــــد كبيــــر ذلــك التــــاجـــر الفـــاجــر الذي عملت معه لعــديد سنوات وهو_ سعيد اليهودي
كما يطلقون عليه ... حينما ظل يغازل سمعي بكلمات منمقة وعبارات مرصوفة
هـــدفــه الاول والاخير من هذا الكلام المعسول هو أكل ونهب مستحقات عملي التي في ذمته
وهو العمل المضني والشاق الذي سبب لي الاصابة بالتهاب حاد في مؤخرة اسفل القدم _ وهو مـــــا يعـــرف ( بـمــسمــار القـــدم ).....
جراء الوقوف لساعات طويلة دون حراك وهذا ما يتطلبه من يعمل بائعا في محلات بــيــــع قطع غيــــــار الســــيـــارات طـــــوال اليــــوم
ما جعلني اكـــــره العمل مع امثاله من قساة القلوب ومنزوعي الرحمة والضمير - وانت الاّن ايها البعـــــوض الغــبــي -
اتظــــن انني لا افهم ســـــر هذه النغمات التي تطربني بها في هجعة الليل لتأخذ حاجتك من دمي- ثم تقلب لي ظهر المجن -كما فعلها معي كبيـــر الفجــــار
كلا والف كلا ايها البعوض الساذج ... فتجربتي مع ذلك التاجر الفج جعلتني في يقظة دائمة ليس في تعاملي مع البشر فحـســـــب ....
... بل ومع كـــل الكائنات والحشـــرات الضارة فهي اشبه ببعض بنــي اّدم تماما الذين يمارسون اكل حقوق الاّخـــرين و ســرقة مستحقاتهم المكتسبه جهارا نهارا وامام عين القانون لانهم ... (يخادعون الله والذين اّمنووما يخدعــون الا انفسهم وما يشعرون ) سورة البقره
.....فأكل الحرام ونهب حقـــوق الناس هو ديدن مثل هـــؤلاء اللصوص الذين يتســترون
تحت ثياب الرهبان والحاخامات والقساوسه - واما في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وفي منهج العقيدة الاسلامية
( فأولئك يــأكل في بطونهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقو العذاب ان الله كان عزيزا حكيما ) الاّيه 56 سورة النساء) هؤلاء الذين يراؤون الناس باعمالهم وهم في حقيقة الامر أخطر على المجتمع من قطاع الطرق ومرتكبي الفواحش لأنهم يمارسون اعمالهم تحت ستار اللحى الكثيفه والتردد على المساجد ومحاولة اظهار انفسهم امام من يجهل اساليبهم المخادعة
ومنها اعطاء انطباع بأنهم يؤدون الصلاة في اوقاتها مع الجماعة حتى يبعدون عن انفسهم الشبهات ويعلم الله ما تخفي صدورهم من نوايا خبيثة
وظلم وتعسف في معاملتهم مع من قدر عليه التعامل معهم بعيدا عن اعين الرقبــــــاء متغافلين عن ان الله يعلم خائنــة الاعيـــن ومـــا تخفي الصــدور
إرسال تعليق
الشاعر فؤاد دحيان. .تسعدني ارائكم