اّه .. لو تعلمين كم هي ساذجة الأيام .. وكم هي غبية الشهور والأعوام حينما تكمل دورتها ولم تتح لي فرصة
تضميد جراحي برؤياك ... وكم هي سخيفة الأقدار عندما تعتقد جزافا انها قادرة ان تنسيني ايّاك بمجردغيابك
القسري عني ... وكم هم تافهون ايضا هؤلاء البشر الذين سرعان ما تتغير طباعهم نحوي حينما يعرفون انني
مخلص لك بهذا العناد واصراري على تحمل المشاق والسير في طريق شائك .. هو طريق حبك ..
انهم في نظري تافهون .. وأكثر تفاهة منهم تلك الاجساد التي تحملهم بعقول فارغة وهي تتحرك لا أراديا لاهثة
خلف المّادة اللعينة في سباق عجيب ومريب لأنها لم تذق يوما .. طعم السعادة .. المغلف - بالحب الطاهر -
وتلك الوجوه المكغهرة التي لا تعرف الابتسامة طريقا اليها وهي تكرر نفسها في استنساخ رهيب تافهة ايضا
اّه .. لو تعلمين كيف هزمتني المتاعب بعدما غبت عني ... واستطاعت ان تتناوشني من جميع الجهات
وتتغلب عليّ بسهولة فاضحة وقد كنت اسنمد قوتي المعنوية منك - وأنت قريبة مني - تمنحيني قوة اضافية
جعلتني اقف صامدا في وجه الرياح العاتية معلنا بعد كل عاصفة انتصاري الساحق في لعبة الايام وتاهلي الدائم
لاستحقاق الفوز عبر سنين الحب الجامح ...
وذكريات ايامنا السالفات - ومراهقتنا البرئية - تلوح امامي كلوحة اسطورية رسمها فنان بارع وضمنها ادق
التفاصيل التي عشناها ... يرنو كل منا الى الأخر بنظرات عميقة المشاعر طاهرة النوايا لا ينقصها بوح قلبين
أختزلا - محبة كل العالم -
واخيرا .... هل تعلمين ؟ ؟ ان الغياب مازال يمارس طقوسه الرتيبة حولي لدرجة انني أصبت بحالة من عدم
التركيز ازاء ما يحدث حولي من تنغيص للعيش ومكابدة للبقاء في ظل واقعا لا يعترف بحقنا في الحياة نحلم
بالأمان الذي ظللنا نتوق اليه منذ لحظة ولادتنا كشيء ابعد الينا من شمس الضحى .... ولكن وهذا تفاؤلي
وتساؤلي الاخير ... اما اّن للعصفور ان يؤؤؤب الى عشه بعد طول ابتعاد ... ثم اما اّن للأقدار ان تعيد دورة
الحياة الى مسارها الطبيعي وتصحح خلل ظل يتحكم بها - كخاتمة جميلة لصبر طوويل .
******
كتبها - فؤادالزبيري
إرسال تعليق
الشاعر فؤاد دحيان. .تسعدني ارائكم