الصفحات

الجمعة، 14 يونيو 2013

حـــــــال العـــــرب

حال العرب

 ما فيني يكفيني

وما يعلم به الاّ العليم

فيني الم .. فيني قهر

.. . فيني همـــــــوم

فيني على حــال العرب حسرة

وما شي علي لـــــــــــــوم

حــــــــــــــــال لها يرثى

العــــــــــــدو قبل الصديق

أشــاهــد التلفـــاز _وأخبـار العــرب _

غـــــــــم وضـيــــق  

ما في فرح ما في سرور

ما فبش الاّ اخبار حرب وشرور

فتــن هنــــا .. .  قتــل هنـــاك

أحــــزان تمشي معـــــاك

على طـــــــووول الطريق

مــــاذا دهانا يـــــــا عـــرب

يا أهل السياسة... والثقافة ... والرتب

 ســـيقودنــا الخذلان الى قـــــــاع سحيق

فمتى نفيق من نومنا متـــى نفـيــق ؟؟؟؟

********

متى ســــأمـــوت ؟؟
















fuadee


بقلم : د . خالص جلبي


طبيب جراح ومفكر مقيم في المانيا


_____________________








الكل يهرب من هذا السؤال، والكل يقلقه هذا السؤال، لأنه لامفر منه (كلا لاوزر. إلى ربك يومئذ المستقر) هذا السؤال يحوم مثل الطائر فوق عنق كلُّ واحدٍ منَّا، سواء كان شاباً أو شيخاً، سقيماً أو سليماً، فمن يقتل في سوريا في شتاء 2012م هم الشباب الأصحاء، كما أن المريض قد يمتد به الأجل، فلا ساعة مضمونة لأي كائنٍ وما يحكم الأجل كتاب. كما أن الصحيح قد يقع مثل السكران فيتطوح فتخطفه يد المنون ولا تبالي.
يقول (شوبنهاور الفيلسوف الألماني): إنَّ الطبيعة تسحق الفرد ولا تبالي. بقدر حفاظها وبعناد وإصرار على النوع. هو يقول الطبيعة ونحن نقول ( وهوالقاهر فوق عباده).
كنت في مونتريال أتأمل شجرة تتساقط أوراقها. قلت لابنتي أروى بجنبي وقد فجعنا نحن الاثنين بخسارة أحب الناس إلينا أمّها زوجتي: تأملي يا بنية هذه الورقة إنها تسقط بكل جمالها فتبرز من مكان موتها وريقات، كما نبت من رماد ليلى سبعة أحفاد.
حين تتساقط أوراق شجرة القيقب في كندا قد تلونت بالأحمر النحاسي، لايمكن لكل من عنده لمسة من الذوق الجمالي إلا أن ينحني بحب وتواضع فيتناول ورقة؛ فيضعها بين أوراق كتاب يقرؤه.
كل ورقة تسقط هي حياة كاملة وقصة رومانسية وكذلك الأفراد. شباب الثورة السورية الذين يتساقطون يختلفون عنَّا نحن من نعيش الربع الأخير من الحياة. هم يعيشون اللحظات الزاهية الجميلة في الربع الأول من الحياة. هم يستقبلون الحياة ويودعونها على كل جمالها، مقابل دخول جنّة الحرية؛ فما أعظمها من ميتة. أن يموت الإنسان ويدخل عالم الأبدية من باب خاص اسمه بوابة الشهيد .. لهم أجرهم ونورهم.
لاتدري نفس ماتكسب غداً ولا تدري نفس بأي أرض ومرض وحادث تموت. أذكر جيداً فقرة من كتاب (الإنسان يبحث عن المعنى) لفيكتور فرانكل وهو يروي تدافع المسجونين في معسكرات الاعتقال لركوب الشاحنات في لحظات انهيار الرايخ الثالث النازي على أمل النجاة والنازيون يقودونهم إلى وجبات الإعدام الأخيرة! نجا الرجل بمحض الصدفة. قال في هذه المنعطفات المصيرية: هناك يد خفية تحدد مسارات الحياة والموت.
«تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير* الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور».

















مفهوم القضاء والقدر

بقلم / د . خالص جلبي

طبيب جراح سوري مقيم في المانيا

___________________________

سألته عن المعاملة قال: هي عند الأخ علي. قلت له: لقد أصبح لها أكثر من ثمانية أشهر! قال: هي حقوقك ولكن كما يقال قدر الله هو الذي يحكم أولاً وأخيرا! قلت له: صحيح ولا نقاش. توقفت قليلا وقد غلبني في النقاش ثم استدركت: ولكن العجيب أن قدر الله في ألمانيا هو غير قدره عندنا! 

أقول هذا لفصل الإلهي عن البشري. لأن الكسل والروتين القاتل وتضييع المعاملات هي بأيدينا من خلال أنظمة بيروقراطية نصنعها ويجلس خلفها موظف إما فعال أو كسول.
أذكر في يوم عندما كنت أعمل في عسير وقد جاءت امرأة ومعها ابنتها مصابة بحرق مؤلم مشوه. سألتها من فعل هذا بابنتك، هي فعلت بنفسها أم أحد آخر؟ بالطبع الجواب المريح: الله هو الذي أحرق هذه الطفلة البريئة! ولكن الله لا يحرق في سويسرا وألمانيا وكندا الأطفال كما يحترقون عندنا! هنا تدخل المسألة باب جدل مختلف، عن الفصل بين الإلهي والبشري.
القرآن تحدث عن هذه المسألة وقال عن المشركين إنه لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء! يجيب القرآن هل عندكم من علم بهذا؟ وفي سورة الواقعة في آخرها تفكيك جميل للمسألة في أربع لقطات بين ماء المطر والزرع والإنجاب والنار. في كل مرة يقول: أأنتم أنزلتموه من المزن؟ أأنتم تزرعونه؟ أأنتم تخلقونه؟ أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون. ولكنه مع كل سؤال يقسم المسألة على نحو ثنائي بين عمل الله وعمل البشر فالمني يضيفه لنا أفرأيتم ما تمنون؟ كذلك عن الزرع والحصاد. أفرأيتم ما تحرثون. وعن الماء الذي تشربون. وعن النار التي تورون. هنا نرى الفصل واضحا وحاسما بين الإلهي والبشري. وفي الوقت الذي يكسل من يكسل يرى أفضل طريقة أن لايعمل ولا يستطيع أحد أن يقول له لماذا لايعمل! إنها إرادة الله التي تفعل وهو المنفذ للعمل. مع الفارق بين ألماني وكندي وسويسري فعال وبين شرقي كسول غير منتج.
وبذلك يمكن فهم أن معاملتي المسكينة التي ترواح في أرضها ولا تنتهي منذ ثمانية أشهر المسؤول الرئيسي عنها ليس الله بل هذا الموظف الرتيب المعرقل للعمل. بكلمة أدق العمل الاجتماعي ينعكس بعضه على بعض إنتاجا وإهمالا. تماما مثل الساعة إذا تعطل برغي وقفت الساعة. ونحن ساعاتنا معطلة لا تعمل منذ أيام كافور الأخشيدي. هذا إذا كان عندنا ساعات بالأصل، لأن الحضارة هي إحساس بالزمن. وهو ما دفعني أيضا أن أرتبط بمجتمع يستحق أن يضع فيه ذريته يشعر فيها الإنسان مع الزمن أنه يتحرك وليس أنه ميت في الحياة ينتظر الموت.